أنت قدوة فحرص على أن تكون قدوة حسنة

يقول الله تعالى " لَقَدْ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كَانَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "

من هذه الآية الكريمة يتضح التوجيه الرباني لعموم الناس بأنه في اتخاذ الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه قدوة لهم ومنهج لحياتهم سيحقق لهم الفوز بما يرجونه عند الله يوم القيامة, هذا التوجيه إضافة لتضمينه ما سبق من الفضل إلا أنه يمكن الاستفادة منه لتأكيد على أهمية القدوة الحسنة في حياتنا اليومية وما لها من اثر ايجابي دنيويا وأخرويا على الناس وكما أن هناك قدوة حسنه لها أتباعها هناك قدوة سيئة ولها أتباعها أيضا, صحيح لا توجد قدوة سيئة مطلقا وحسنه مطلقا إلا إذا استثنينا من استثناهم الله عز وجل في كتابه الحكيم من الأنبياء والصالحين والذين ضرب الله بهم المثال في القدوة الحسنه.

في اعتقدي أننا شأنا أم أبينا قدوه للآخرين والآخرين قدوة لنا فنحن نتعايش مع الآخرين نؤثر ونتأثر بهم ننقل لهم ما تعلمنا من سلوك وينقلون لنا ما تعلموه من سلوك , قد لا نكون قدوة ذات تأثير كبير وقد يكون الآخرون أيضا ليسو بذات التأثير الكبير علينا ولكن لأننا نتفاعل معهم فلا بد أن نتعلم بعض من السلوكيات لديهم وهم أيضا بالمثل فالسلوك كما نعلم في مجمله متعلم .

السؤال هنا بما أننا متعايشين مع الآخرين ونتعلم ونعمل السلوكيات بقصد أو بدون قصد فهل استشعرنا , ضرورة أن نكون قدوة حسنه للآخرين أم لا؟ . وإذا كنا لا نمتلك مقومات القدوة الحسنه فهل حاولنا بان لا نكون على الأقل قدوة سيئة لهم؟ . أم أننا لم نستشعر ذلك أصلا ولم ننتبه بان هناك سيحاكي سلوكنا الحسن والسيئ ويقتدي به؟.

في اعتقادي الشخصي أن بعض من الناس لم يدرك بأنه قدوه للآخرين والبعض الآخر قد يكون مدرك لذلك ولكن أو أنه يعمل أولم يتعلم كيف يكون قدوة حسنه لغيره. فعلى سبيل المثال الوالدان في المنزل على الرغم أنهما قدوة للأبناء وأثرهما كبير عليهم إلا أن بعض منهم لا يعيرون وفي كثير من الأحيان السلوكيات التي يمارسونها إمام أولادهم ولا يحسبون لها حساب وقد يتفاجئوا بتعلم ذلك السلوك الذي نقلوه للأبناء بدون قصد والمصيبة إذا كانوا ينهون الأبناء عن سلوك ويأتيانه أمام أبنائهم ليجعلوهم في تناقض وفي دوامه لا نهاية لها أو أنه قد يترسخ لدى الأبناء بأن الوالدان يأمران بما لا يأتمران به , هذا لا يعني بأنه لا يوجد أبوان يحرصون على أن يكونا قدوة حسنه لأولادهم ويسعون إلى إكساب الأبناء السلوكيات الحسنه من خلال تعاملهم معهم وتجنيبهم قدر المستطاع السلوكيات السيئة. ما ينطبق على الوالدين في المنزل ينطبق على المعلمين في المدارس وعلى الدعاة وأئمة المساجد ورؤساء العمل وغيرهم من الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا قدوه حسنه يقتدي بها الآخرين والذين عليهم عبئ تعديل السلوكيات الخاطئة التي قد يتعلمه من يقتدي بهم لأنه وكما أن هناك أشخاص يمثلون قدوة حسنه هناك أشخاص يمثلون قدوة سيئة وما أكثرهم.

أن يتعلم الشخص سلوكيات من شخص يعد قدوة سيئة في المجتمع مشكله المشكلة الأكبر هو تعلم سلوكيات سيئة من شخص ينظر له على انه قدوة حسنه فمثل هؤلاء فعلا هم الخطر الأكبر لان الكل يعتقد أو يفترض بأنه قدوة حسنه وان من يقتدي به في مأمن بين يديه ثم يكتشف العكس والمصيبة متى سيكتشف انه خلاف ما يفترض أن يكون عليه .

ختاما أقول أنا هنا لا ادعوا أن يكون مجتمعنا مثاليا مع أني ارجوا من الله أن يكون كذلك لأننا مجتمع مسلم وقدوتنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لكن آمل أن يدرك كل شخص أنه قدوة للآخرين وأن يحاول أن لا ينقل لمن يقتدي به إلا السلوك الايجابي فأن لم يستطع ذلك فعلى الأقل عليه أن يحاول بأن لا ينقل سلوك سلبيا قد يسن من خلالها لا سمح الله سنه سيئة يحاسب على إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة .

أن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان, والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلي الله على الهادي البشير سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامن وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وسلم تسليماً كثير.

جزاك الله الف خير وجعله في ميزان حسناتك وشكرا لتوجدك دئما معنا Razz

أختي المرشدة الطلابية الشكر لك موصولا على حسن إطرائك وحسن تفاعلك وردودك على ما اكتب وأنا اعتز كثيرا بانتمائي لمنتداكم الرائع الذي أتاح لي الفرصة للكتابة عما يجول في خاطري كما أتاح لي أكثر التعرف عليكم والتحاور معكم في طرح علمي أخلاقي رفيع رفعة مستوياتكم ومكانتكم فانا بصدق أتعلم منكم وانهل من فكركم وعلمكم فجزاكم الله ألف خير على هذا المنتدى الرائع الذي ارجوا من الله له ولكم مزيد من التوفيق والنجاح والتقدم. ودمتم سالمين

» المشكلة قد تكون بنا وليس بالاخرين