المدرسة كنسق أجتماعي غير متكامل

المجتمع كنسق مكمل لغيره من الأنساق الأخرى وفي داخلة عدة انساق لكل نسق دورة ووظيفته التي يقوم بها بمفره وبالتعاون مع الأنساق الأخرى للقيام بمهام النسق الأكبر وان أي اعتلال أو اختلال في نسق يوثر في بقية الأنساق الأخرى وبالتالي يؤثر على النسق الأم.

و المدرسة ككيان يعد في ذاته نسق يكمل بقية انساق المجتمع وفي داخل هذا النسق عدة انساق صغيرة تتعاون وتتكامل مع بعضها من اجل أن يستمر النسق الأكبر ألا وهو المدرسة بأداء دورها كنسق من انساق المجتمع وليقوم المجتمع كنسق بأداء دورة ولتستمر مسيرة الحياة وهكذا دواليك.

ولكن ما لا أفهمه هو أن انساق المدرسة رغم انه من المفترض أن تكون متعاونة ومتكاملة للقيام المدرسة بواجبها تجاه المدرسة إلا انه كل نسق من انساق المدرسة يغرد في سرب بمفره بعيد عن الأخر وكأن الأخر لا يعنيه وليس جزء منه أو مكمل له.

المناهج المدرسية مثلا ليس بينها وبين المعلم ارتباط والسبب أن وضعوا المناهج لم يشركوا المعلمين في اختيار المناهج أو تصميمها كما( يقولون هم ولست أنا) وهذا أن صح يعد خطأ كبير يتحمله صانع القرار الذي أغفل دور المعلم في صنع القرار وتصميم المناهج واكبر دليل على ذلك منهج العلوم في الصف الأول الابتدائي الذي يطلب من الطلاب الكتابة والقراءة وهو لم يتعلمها أصلا.

أما المعلم فلن أزيد الكيل عليه هذه المرة حتى لا يغضب علي المعلمين وخاصة بعد موضوعي الأول (( العملية التعليمية مسؤولية من )) الذي لم يرق للبعض منهم إلا أنهم كنسق ما زال يغرد بعيد عن السرب أعانه الله على المطالبة بحقوقه ليؤدي بعد ذلك واجباته وأدواره متمنية له التوفيق والسداد.

أما المباني المدرسية فحدث ولا حرج من سوء تنفيذ للمباني المدرسة إلى سوء الصيانة وقلت توفر وسائل السلامة إلى المباني المستأجرة واكتظاظ الفصول بالطلاب من الأمور التي يندى لها الجبين لن أطيل فالضرب بالميت حرام.

أما المقصف المدرسي فحكايته هو الأخر حكاية تعد فريدة من نوعها ففي الوقت الذي يجب أن يكون المقصف المدرسي رافد من روافد التعليم وسند له وجزء لا يتجزأ من كل وذلك لكونه يعنى بالتغذية والتي هي أساس البنية السليمة للحصول على العقلية السليمة. كما وانه وسيله لتعليم الطالب على سلوكيات التعامل مع الآخرين من الانضباط واحترام الأخر وتعلم البيع والشراء واختيار ما يناسب ولابتعاد عما يناسب . فهو إذا وسيلة لتحقيق غاية وليس العكس , إلا أن الملاحظ في المقصف المدرسي في الوقت الحاضر بأنه لا علاقة له بالتعليم لا كجزء من كل ولكن جزء معطل إلى حد ما هدفه الربح دون النظر إلى الهدف الذي وجد من اجله أصلا إلى غير ذلك من الإشكاليات التي تدور حوله كعدم النظافة وعدم الاهتمام بالغذاء الجيد والمناسب ورفع الأسعار وغياب الرقيب إلى غير ذلك . إلا إنني أشيد بخطوة نفذتها الوزارة في منهج التربية الأسرية تهتم بتعليم الطالب كيفية التعلم من خلال المقصف المدرسي وأتمنى تفعيلها وتعليمها بالشكل الصحيح وتطبيقها بالصورة الصحيحة .

أما الطابور الصباحي فمازال هو هو لم يتغير كما حدثني عنه والدي وأخي وابني الآن ( أمام خلف يمن يسار يمين) لا جديد ولا تزيد الطلاب تضجرا وتوتر حالتهم النفسية في الوقت التي كان ينبغي إن تكون وسيله لتنشيط الطالب وتقوية بدنه وذهنه ومهاراته من اجل الاستعداد ليوم دراسي جديد يستقبله بكل نشاط وحيوية

والإذاعة المدرسية لم ولن تأتي بجديد مواضيع مكررة ومعادة معدها ومنفذها لا ينظر إليها على أنها وسيله للتعليم الطالب الإلقاء والاستماع والتخاطب والحوار بل ينظر إليها على أنها عبء يحمله على عاتقه ويريد التخلص منه بأي وسيله كانت.

الشيء الملفت للنظر هو تهرب الكثير من الطلاب عن حضور الطابور الصباحي والإذاعة المدرسية أتدرون لماذا ؟ الجواب بكل سهوله لأنه يشعر فيهما بالملل لأنهما لم يأتيان بجديد يذكر لتغيب الهدف الذي وجدا من اجله.

وأخير وفي ظل هذا التنافر والتباعد بين انساق المدرسة وتحليق كل سرب في اتجاه بمفردة دون النظر إلى الأخر ودون التعاون والبحث عن التكامل فيما بينهم تتفاقم المشكلة ليصبح الطالب هو الضحية أولا والمجتمع أخيراً.

السؤال هنا متى سوف نشاهد المدرسة وجميع أنساقها الداخلية مكتملة وتؤدي وظائفها منفردة وبشكل جماعي لتصبح كالجسد الواحد وذلك من اجل قيام المدرسة بدورها كنسق من انساق المجتمع والي تعد من أهم أنساقه والتي بمرضه يمرض المجتمع وقد يموت لا سمح الله